كشف تقرير جديد من وكالة رويترز أن شركة برمجيات، يُستخدم كودها في آلاف التطبيقات التي تُنزَّل على نطاق واسع، تتظاهر بأن مقرها في الولايات المتحدة، مع أنها تعمل في الواقع من روسيا.
ووفقًا للتقرير، فقد استخدمت شركة، بوشووش Pushwoosh، عناوين مزيفة للشوارع، وحتى ملفات تعريف مزيفة لموظفين على شبكة لينكدإن، للإيهام بأن مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة، ولكن الشركة تقع بالفعل بمدينة في سيبيريا.
وأشارت رويترز إلى أن شركة Pushwoosh تعلن عن نفسها باستمرار، في كل من الإيداعات التنظيمية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أن مقرها يقع في الولايات المتحدة. وتقدم الشركة خدمات دعم العقود والبرامج لمجموعة واسعة من المنظمات، ومن ذلك: الشركات الدولية، والمؤسسات غير الربحية المؤثرة، والوكالات الحكومية.
ويُستخدم كود Pushwoosh في ما لا يقل عن ثمانية آلاف تطبيق مختلف متاح حاليًا على متجر جوجل بلاي، وآب ستور من آبل. حتى أن أحد عملاء الشركة هو مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، الذي كان يستخدم، حتى وقت قريب، الكود الخاص بالشركة في ما لا يقل عن سبعة تطبيقات موجهة للجمهور. هذا، وقد كان الجيش الأمريكي أيضًا أحد المتعاقدين مع الشركة.
ويكشف تقرير رويترز أن الشركة كانت تحرف هويتها، ومن ذلك أنها قدمت إيداعات بمعلومات متضاربة إلى كل من الحكومتين الأمريكية والروسية. ففي ملفها إلى ولاية ديلاوير، حيث سُجِّلت Pushwoosh، أدرجت الشركة عناوين في واشنطن العاصمة، وكاليفورنيا، وماريلاند، ولم تصنف نفسها على أنها شركة برمجيات روسية. وحينما قدمت إيداعات مماثلة إلى الحكومة الروسية، ذكرت أنها تقع بمدينة نوفوسيبيرسك في سيبيريا الروسية.
وفي الوقت نفسه، أدرجت الشركة أيضًا في موادها التسويقية وعلى موقعها على الإنترنت عددًا من العناوين المادية الموجودة في الولايات المتحدة، والتي تقول رويترز: إنها ليست مرتبطة فعليًا بالشركة. إذ سافر صحفيو الوكالة إلى أحد العناوين ووجدوا أنه سكن لصديق مؤسس الشركة، الذي أخبرهم أنه لا علاقة له بشركة Pushwoosh، وكل في الأمر أنه وافق على السماح باستخدام عنوانه لتلقي البريد.
وفي الوقت نفسه، أنشأت الشركة مجموعة من الملفات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي للمديرين التنفيذيين في الولايات المتحدة والتي تبين أنها خيالية، وفقًا لرويترز.
ومع أن كلًا من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والجيش الأمريكي تخليا عن كود الشركة بعد معرفة أصول Pushwoosh الروسية، إلا أن هناك قلقًا من أن هذه الشركة قد تكون تجمع البيانات عن المستخدمين ثم تُسيء استخدامها أو مشاركتها مع الحكومة الروسية.
وقد تبرأ مؤسس الشركة، ماكس كونيف، من أي شكوك تتعلق بالمخالفات، وقال لرويترز: إنه لا علاقة لشركة Pushwoosh بالحكومة الروسية من أي نوع، وإنه لم يحاول إخفاء أصول الشركة. وقال: “أنا فخور بكوني روسيًا ولن أخفي هذا أبدًا”.
كما أوضح السبب وراء وجود الملفات الشخصية المزيفة على لينكدإن، إذ قال: إن وكالةً للتسويق أنشأتها عام 2018 بهدف الترويج لشركة Pushwoosh، وليس لإخفاء الأصول الروسية للشركة.