“من واقع خبرتي، كل فشلٍ يملك بذور نجاحك القادم، إن كنت مستعدًا للتعلّم منه”. بول آلن، المؤسس المشارك لـ مايكروسوفت.
شابٌ مراهقٌ في المدرسة الثانوية، يخجل من الحديث مع الفتيات، فيقرر بمساعدة صديق عمره أن يتلاعب ويخترق برنامج جداول مدرسته، ليضع اسمه بجدول حضور في فصل يمتلئ بالفتيات، ليصبح الطالب الوحيد وسط مجموعة من المراهقات، لربما ازدادت فرصه في الحصول على موعد غرامي مع إحداهن.
في أواخر ستينيات القرن الماضي، عندما كان طالبًا بالصف السابع بمدرسة Lakeside الداخلية في سياتل، قرر عدد من أعضاء هيئة التدريس الحصول على منصة حاسب آلي داخل المدرسة. بالطبع، كانت أجهزة الكمبيوتر شيء جديد تمامًا على الجميع، أجهزة تبدو مخيفة جدًا لبعض الناس حينها، لكنها أشعلت حبًا داخل نفس هذا الطالب المشاغب، ليبدأ طريقه منذ الصغر مع صديق عمره في البحث والبرمجة ومحاولة فهم تلك الأجهزة المعقدة!
هذا الطالب هو الرجل الوقور، الذي يلبس العوينات، ونعرفه الآن باسم بيل جيتس، مع صديقه المقرب بول آلن الذي شاركه في تأسيس شركة مايكروسوفت.
وهذه سلسلة أقوى رجال التقنية، مرحبًا بكم!
صداقة قديمة.. فشل.. ثم البحث عن بذور النجاح!
التقى بيل جيتس مع صديقه بول آلن في مدرسة Lakeside في سياتل، عندما كان جيتس في الصف الثامن وآلن في الصف العاشر. لقد ارتبطا معًا بشغفهما ببرمجة الكمبيوتر، وفي المدرسة تعلم الاثنان كيفية تشريح الأكواد.
في أحد فصول الصيف أثناء المدرسة الثانوية، عمل بيل جيتس لدى شركة تقيس أنماط تدفق حركة المرور، من خلال حساب عجلات السيارات التي تمشي فوق أنابيب مطاطية حساسة للضغط. كل 15 دقيقة، تقوم الآلة برسم نمط من الثقوب على قطعة من الشريط الورقي، ثم يتم قراءة هذا الشريط يدويًا وتدوين نتائجه، كانت العملية رتيبة وغير فعالة ومزعجة للعين.
حينها شعر جيتس وآلن أن تلك العملية يمكن إجراؤها بكفاءة أكبر وبتكلفة أقل، وهي الفكرة التي سرعان ما تطورت لتصبح أول عمل لهما على الإطلاق: شركة صغيرة أطلقوا عليها Traf-o-Data. في ذلك الوقت، كان يبلغ جيتس من العمر 17 عامًا بينما آلن كان ابن الـ 19 ربيعًا. حينها بدأ جيتس في توظيف الطلاب الأصغر سنًا في المدرسة للعمل في قراءة شرائط ورقية ثم يقومون بنسخ بيانات الشريط على بطاقات الكمبيوتر.
استخدم الاثنان بعد ذلك جهاز كمبيوتر بمكتبة جامعة واشنطن، حيث كان يعمل والد آلن، لإنشاء مخططات بيانات “سهلة القراءة” لتدفقات حركة المرور كل ساعة. بعدها انضم شريك ثالث إلى الشركة، وقام ببناء آلة لأتمتة قراءة تلك الأشرطة، وقاموا لاحقًا بجمع 360 دولارًا لشراء رقاقة معالج 8008 خاصة لما أصبح يُعرف باسم آلة Traf-o-Data.
من خلال Traf-o-Data، سهَّل هؤلاء المراهقون عملية تحليل بيانات حركة المرور على إدارة الطرق في ولاية واشنطن كثيرًا. بعدها توسعت Traf-O-Data أكثر، وفرضت 2 دولارًا يوميًا لجمع البيانات للعملاء، بما في ذلك المقاطعات الصغيرة بالقرب من سياتل. استمرت الشركة في العمل لسنوات، واستمرت بعد أن ترك الاثنان المدرسة الثانوية وتركا الكلية وحتى بعد أن أسسا شركة مايكروسوفت. ولكن، بمجرد أن بدأت أعمال الشركة في الازدهار، بدأت واشنطن وولايات أخرى في تقديم نفس الخدمة مجانًا.
وبحلول ذلك الوقت، انشغل الاثنان بإدارة شركة أخرى في سياتل وهي مايكروسوفت. وكانا قد حصلا على ما يقرب من 20 ألف دولارًا مقابل أعمالهم في شركة Traf-o-Data، لكن مشروع جمع البيانات فشل في نهاية المطاف.
وبالرغم من فشل شركة Traf-O-Data، إلا إنه كان فشلًا ضروريًا لإعدادهم لصنع أول منتج لشركة مايكروسوفت بعد بضع سنوات؛ في حين أن تلك التجربة مثّلت فشلًا تجاريًا، إلا أنها قد ساعدتهم على فهم المعالجات الدقيقة، وكانت تلك المعرفة حاسمة لنجاحهم في المستقبل.
زرعت تلك التجربة الفاشلة بذور نجاحهم في عالم التقنية، كما قال بول آلن: “من واقع خبرتي، كل فشل يملك بذور نجاحك القادم، إن كنت مستعدًا للتعلّم منه”. وحينها عرف جيتس وآلن أن مستقبلهما لم يكن في الأجهزة أو أشرطة المرور، وعليهما أن يبحثا ويجدا شيئًا آخر!
النسر الطائر.. وبداية قصة مايكروسوفت!
النسر الطائر Altair هو نجمٌ يقع ضمن كوكبة العُقاب Aquila، ويشكل رأس العُقاب، وقد سُمّي بهذا الاسم لأنه مع النجمين المجاورين يشكلون نسرًا يبسط أجنحته، ويمكن مشاهدته من نصف الكرة الشمالي وهو أكثر نجومها لمعانًا.
إدوارد روبرتس، ضابط القوات الجوية الأمريكية السابق والذي ترأس شركة صغيرة في نيو مكسيكو، تُدعى MITS (Micro Instrumentation and Telemetry Systems)، قرر إطلاق منصة حاسب صغيرة، تعتمد على شريحة معالج إنتل 8080، التي أطلقتها في أبريل عام 1974.
صممت الشركة الصغيرة (MITS) جهاز كمبيوتر صغير بأسعار معقولة بالاعتماد على تلك الشريحة من إنتل، واختارت ابنة إدوارد روبرتس اسم الجهاز الجديد النسر الطائر Altair، تيمّنًا بالنجم الشهير الذي حمل نفس الاسم.
كان هذا الجهاز يُلبي المتطلبات الاجتماعية والتقنية لجهاز كمبيوتر شخصي صغير، ونجحت تلك الشركة الصغيرة (MITS) فيما فشلت فيه الشركات الأخرى الأكثر رسوخًا وقوةً، وكانت أجهزتهم هي ما افتتحت عصر الكمبيوتر الشخصي. كان ذلك الجهاز أول كمبيوتر صغير يُباع بأعداد كبيرة، وفي يناير من العام 1975، ظهرت صورة جهاز النسر الطائر Altair على غلاف مجلة Popular Electronics. ومن هنا بدأت قصتنا مع مايكروسوفت!
حين جاءت الفرصة المُنتظرة!
مع أن بيل جيتس أحب برمجة الكمبيوتر، وأظهر استعداده الواضح لاستكمال السعي في البحث وراءها، إلا أنه، وربما كان بسبب تأثير والده، التحق بجامعة هارفارد العريقة في خريف عام 1973. وباعترافه الشخصي، كان هناك بجسده فقط، ولكن روحه كانت تحوم في مكانٍ آخر، مُفضلًا أن يقضي وقته في لعب البوكر وألعاب الفيديو بدلًا من حضور المحاضرات المملة.
لكن تغير كل هذا في يناير من العام 1975، عندما عرض آلن على جيتس مقالًا في مجلة Popular Electronics عن أول كمبيوتر صغير في العالم، وهو جهاز يُدعى النسر الطائر Altair 8800. كانت تلك هي الفرصة التي انتظرها الصديقان، لذا اتصل جيتس وآلن برئيس الشركة المصنعة للجهاز إدوارد روبرتس، وأخبروه أنهم كتبوا نسخة برمجية، بلغة البرمجة الشهيرة BASIC، لجهاز Altair.
طلب منهم إدوارد رؤية تلك النسخة، لكن في الواقع لم يكن جيتس أو آلن قد كتبوا أي شيء حتى اللحظة، لكنهم اتصلوا ليعرفوا مدى اهتمام الشركة بما يعرضوه. ثم بدأ العمل المتواصل ليلًا ونهارًا في معمل الكمبيوتر بجامعة هارفارد، ونظرًا لعدم وجود جهاز Altair لكي يعملوا عليه، قام الاثنان بمحاكاته على أجهزة كمبيوتر أخرى.
سافر آلن إلى مدينة ألباكركي بولاية نيومكسيكو لاختبار البرنامج على جهاز Altair، ولم يكن هو ولا جيتس متأكدين من أنه سيعمل من الأساس، لكن وللمفاجأة عمل البرنامج على الجهاز. قرر جيتس ترك جامعة هارفارد، وانتقل مع آلن إلى نيومكسيكو، حيث أسسا هناك رسميًا شركة مايكرو-سوفت (Micro-Soft)، وهو مزيج من “micro-computer” و “software”، في أبريل من العام 1975. وبعدها بعام أسقطا الشرطة وأطلقا عليها الاسم الحالي Microsoft.
انهارت شركة MITS بعد ذلك بوقت قصير، لكن جيتس وآلن كانا يكتبان بالفعل عدة برامج لشركات الكمبيوتر الناشئة الأخرى، بما في ذلك أبل وCommodore وTandy Corp.
صفقة عبقرية مع شركة IBM!
في العام 1979، انتقل الاثنان بالشركة إلى سياتل، وهناك حققت مايكروسوفت نجاحًا كبيرًا. وعندما علم جيتس أن شركة IBM الشهيرة كانت تواجه مشكلة في الحصول على نظام تشغيل لجهاز الكمبيوتر الجديد الخاص بها، قام بشراء نظام تشغيل قائم بالفعل من شركة صغيرة في سياتل مقابل 50 ألف دولار، وطوره إلى نظام MS-DOS (Microsoft Disk Operating System)، ثم رخّص هذا النظام لحساب شركة IBM.
كانت عبقرية صفقة IBM، التي كان جيتس هو العقل المدبر لها، هي أنه بينما حصلت IBM على نظام MS-DOS، إلا أن مايكروسوفت احتفظت بالحق في ترخيص نظام التشغيل لصانعي أجهزة الكمبيوتر الآخرين.
وحدث ما توقعه بيل جيتس فعلًا؛ بعد إطلاق أول أجهزة كمبيوتر لشركة IBM، بدأت شركات أخرى مثل Compaq في إنتاج أجهزة كمبيوتر متوافقة مع النظام، وسرعان ما غُمر السوق بنسخ الأجهزة. ومثل ما فعلت شركة IBM، وبدلًا من إنتاج أنظمة التشغيل الخاصة بهم، قررت الشركات المصنعة الأخرى أنه من الأرخص شراء نظام MS-DOS. ونتيجة لذلك، أصبح ذلك النظام هو نظام التشغيل القياسي لصناعة أجهزة الحاسب، وارتفعت مبيعات مايكروسوفت من 7.5 مليون دولار في عام 1980 إلى 16 مليون دولار في عام 1981.
الشعور بالتهديد.. إطلاق ويندوز.. سيطرة على السوق!
توسعت شركة مايكروسوفت في برمجيات التطبيقات، واستمر نمو الشركة دون توقف حتى العام 1984، عندما قدمت شركة أبل أول جهاز كمبيوتر Macintosh. كانت واجهة المستخدم الرسومية الأنيقة (GUI) الخاصة بـأجهزة Macintosh أسهل بكثير في الاستخدام من نظام MS-DOS، وهددت بتحويل برنامج مايكروسوفت إلى سلة المهملات. وردًا على هذا التهديد، أعلن جيتس أن مايكروسوفت تطور نظام تشغيل خاص بها قائم على واجهة المستخدم الرسومية يُسمى “ويندوز”.
عندما صدر نظام ويندوز أخيرًا في العام 1985، لم يحقق الإنجاز أو الانتصار المتوقع الذي تنبأ به جيتس حينها. وكانت معظم المشاكل تذكر أن الإصدار الأول كان يشوبه البطء والثقل. كما لم تكن شركة أبل سعيدةً أيضًا بهذا النظام الجديد، لقد رأت أن نظام ويندوز هو سرقة لنظام تشغيل أجهزة Macintosh الخاصة بها، وقامت الشركة برفع دعوى قضائية على مايكروسوفت، واستمرت القضية حتى منتصف التسعينيات، عندما قررت المحاكم أخيرًا أن دعوى شركة أبل ليس لها أي أساس.
في غضون تلك السنوات، عمل بيل جيتس على تحسين وتطوير نظام ويندوز. كانت الإصدارات اللاحقة من نظام التشغيل تعمل بصورة أسرع وتتعطل أقل. بدأ مبرمجو الطرف الثالث في تطوير البرامج المستندة إلى نظام التشغيل الجديد، وأصبحت تطبيقات مايكروسوفت الخاصة من الأفضل مبيعًا. وبحلول العام 1993، كانت تُباع نسخ نظام ويندوز بمعدل مليون نسخة شهريًا، ويُقدر أنه كان يعمل على ما يقرب من 85% من أجهزة الكمبيوتر في العالم آنذاك.
كما عززت مايكروسوفت هيمنتها على الصناعة في منتصف التسعينيات من خلال الجمع بين نظام ويندوز وتطبيقاتها الأخرى في أنظمة “suites”، بجانب إقناع كبار مصنعي أجهزة الكمبيوتر بتحميل برامج الشركة مسبقًا على كل جهاز كمبيوتر يُباع. أتت تلك الاستراتيجية بجدواها بصورة مبهرة للغاية، لدرجة أنه بحلول العام 1999 كانت مايكروسوفت تحقق مبيعات بقيمة 19.7 مليار دولار، وزادت ثروة جيتس الشخصية إلى 90 مليار دولار.
اقرأ أيضًا: 35 عام من نظام ويندوز: رحلة من ويندوز 1.0 إلى ويندوز 10!
روحًا تنافسية شرسة.. وقضايا احتكار!
مع كل هذا النجاح والسيطرة لشركة مايكروسوفت تحت قيادته، إلا أن جيتس لم يشعر أبدًا بالأمان؛ كان ينظر دائمًا للمنافسة من فوق كتفه، وقد طور روحًا تنافسية شرسة. وذات مرة أفادت مساعدته أنها وصلت للعمل مبكرًا، لتفاجئ بشخص ينام تحت المكتب، فكرت حينها في استدعاء الأمن أو الشرطة حتى اكتشفت أن ذلك الشخص كان بيل جيتس نفسه.
ذكاء بيل جيتس سمح له برؤية جميع جوانب صناعة البرمجيات، من تطوير المنتجات إلى استراتيجية الشركة. وعند تحليل أي خطوة للشركة، كان يطور ملفًا شخصيًا لجميع الحالات المحتملة ويراجعها بدقة، ويطرح أسئلة حول أي شيء يمكن أن يحدث.
بينما خارج الشركة، كان بيل جيتس يكتسب سمعة كمنافس لا يرحم. وبدأت عديد من شركات التقنية، بقيادة شركة IBM، في تطوير نظام التشغيل الخاص بها، والذي أطلقت عليه OS / 2، ليحل محل MS-DOS. ولكن بدلًا من الاستسلام للضغط، مضى جيتس قدمًا في نظام التشغيل ويندوز، وطوره ووسع استخداماته.
وفي العام 1989، قدمت مايكروسوفت حزمة العمل المكتبية الشهيرة “أوفيس”، التي جمعت تطبيقات إنتاجية مكتبية مثل Word وExcel في نظام واحد متوافق مع جميع منتجات الشركة.
لم تكن التطبيقات متوافقة بسهولة مع نظام التشغيل OS / 2، وباع إصدار ويندوز الجديد حينها أكثر من 100 ألف نسخة في أسبوعين فحسب، وسرعان ما تلاشى نظام OS / 2. ترك هذا لشركة مايكروسوفت احتكارًا افتراضيًا لأنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر. وسرعان ما بدأت لجنة التجارة الفيدرالية في التحقيق مع الشركة بشأن ممارسات السوق غير العادلة.
وخلال التسعينيات، واجهت مايكروسوفت سلسلة من تحقيقات لجنة التجارة الفيدرالية ووزارة العدل. كان بعض المزاعم يذكر أن الشركة عقدت صفقات غير عادلة مع الشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر ممن قاموا بتثبيت نظام التشغيل ويندوز على أجهزتهم. بينما شملت الاتهامات الأخرى قيام مايكروسوفت بإجبار مصنعي أجهزة الكمبيوتر على بيع متصفحها Internet Explorer كشرط لبيع نظام التشغيل ويندوز لأجهزتهم الخاصة.
ولكن من خلال كل ذلك، وجد جيتس طرقًا مبتكرة للتخلص من الضغط، من خلال الإعلانات التجارية المرحة، والظهور العام في معارض الكمبيوتر التجارية، واستمر جيتس في إدارة الشركة وتجاوز التحقيقات الفيدرالية أثناء فترة التسعينيات.
اقرأ أيضًا: كيف تحول بيل جيتس إلى أخطر رجل في العالم؟
وداعًا مايكروسوفت!
في العام 2000، استقال بيل جيتس من قيادة العمليات اليومية لشركة مايكروسوفت، وتولى منصب الرئيس التنفيذي صديق الجامعة ستيف بالمر، الذي كان يعمل مع الشركة منذ العام 1980. تولى جيتس منصب كبير مهندسي البرمجيات، حتى يتمكن من التركيز على ما كان بالنسبة له الجانب الأكثر حماسًا في العمل، رغم أنه ظل رئيسًا لمجلس الإدارة.
وفي العام 2006، أعلن جيتس أنه سيبدأ ترك العمل بدوام كامل في مايكروسوفت، وكان آخر يوم عمل كامل له في الشركة هو 27 يونيو عام 2008. وفي فبراير عام 2014، تنحى جيتس عن منصبه كرئيس لشركة مايكروسوفت من أجل الانتقال إلى منصب جديد كمستشار تقني. وجاء ساتيا ناديلا كرئيس تنفيذي للشركة بدلًا من ستيف بالمر. وفي الوقت الحالي، يركز بيل جيتس على العمل الخيري من خلال مؤسسته الخيرية “بيل وميلندا جيتس” التي يرأسها مع زوجته.
في محاولة لشرح نجاحه الهائل، أشار خبراء الصناعة إلى أن هناك اثنان من بيل جيتس. أحدهما خبير كمبيوتر بارع. والآخر رجل أعمال متشدد، وعلى عكس معظم زملائه من نجوم وادي السيليكون، فقد بدأ التجارة بسهولة ولديه غريزة فطرية للسوق. وربما هذا المزيج مكّن جيتس من رؤية ما لم يستطع منافسيه رؤيته؛ فبينما كانوا يركزون على بيع البرمجيات فحسب، كان جيتس يركز على وضع المعايير، أولًا مع نظام MS-DOS ولاحقًا مع نظام ويندوز. تلك المعايير التي شكلت صناعة الكمبيوتر الحديثة، وربما ستستمر في التأثير على نموها لسنوات وسنوات قادمة.