تشير الكثير من التقارير والتسريبات إلى أن شركة سامسونج لن تقدم شاحنًا مع سلسلة (Galaxy S21) في بعض المناطق عند إطلاقها في أوائل العام المقبل، حيث تتبع خطى شركة آبل التي اتخذت هذه الخطوة خلال هذا العام، وقدمت سلسلة هواتف (آيفون 12) دون شاحن وسماعات.
وقد كشفت وثائق من هيئة الاتصالات البرازيلية (ANATEL) في نهاية الأسبوع الماضي أن سامسونج لن تقوم بتضمين محول الطاقة في علبة هاتف (Galaxy S21)، كما تدعي أيضًا أنه لن تكون هناك سماعات في العلبة. ولكن من غير الواضح حتى الآن هل ستقوم بتضمين كابل للشحن أم لا.
ويعتبر هذا أقوى دليل حتى الآن على أن سامسونج ستتخذ الخطوة نفسها التي قامت بها آبل خلال هذا العام، على الرغم من أنها سخرت منها سابقًا. ولكن ليست هذه المرة الأولى التي تسخر سامسونج فيها من آبل، ثم تقوم بتقليدها. حيث سخرت من آبل سابقًا بسبب تخليها عن المنفذ التقليدي لسماعات الرأس، وفعلت الشيء نفسه في هواتفها بعد ذلك.
ولكن إذا فعلتها سامسونج وطرحت هاتف (Galaxy S21) دون شاحن، فيمكنها التعلم مما فعلته آبل لمحاولة معالجة هذا الموضوع المثير للانفعال:
1- شرح سبب التخلي عن الشاحن والسماعات بشكل جيد:
لا شك أن توضيح السبب لعدم تضمين الشاحن في علبة الهاتف للشخص العادي الذي يريد فقط هاتفًا ذكيًا يعمل بشكل طبيعي أمرًا صعبًا على أي شركة، لذلك يجب توصيل أسباب هذه الخطوة للعملاء بوضوح، وتقديم بدائل مناسبة لها.
وقد ارتكبت آبل خطأ عندما قامت بهذه الخطوة؛ فكل ما فعلته أنها قالت خلال حدث إطلاق سلسلة (آيفون 12): “إنها خطوة مهمة لحماية البيئة، ومساهمة كبيرة للتخلص من النفايات الإلكترونية حول العالم، حيث يوجد أكثر من ملياري محوّل للطاقة من آبل في العالم، كما توجد مليارات المحولات التي تبيعها الجهات الخارجية”.
ولكن الشخص العادي الذي لم يشاهد الحدث، وليس لديه اهتمام كافٍ بالتكنولوجيا وقراءة الأخبار والمقالات عن آبل، فبالتأكيد لن يتفهم تمامًا أسباب شركة آبل للتخلي عن الشاحن، وسيظهر له أن هذه الخطوة لزيادة أرباحها فقط، حيث لا تحتوي عبوة هاتف (آيفون 12) على أي ذكر لسبب عدم تقديمها شاحنًا مع الهاتف.
يمكن أن تتغلب سامسونج على هذا الخطأ من خلال توضيح الأسباب بشكل أفضل، وتضمين إخلاء للمسؤولية في علبة الهاتف يوضح سبب كون المخلفات الإلكترونية مشكلة رئيسية بالنسبة للبيئة.
2- تسهيل استخدام محولات الطاقة الموجودة مع هواتف (Galaxy S21):
تعتبر أكبر مشكلة في هواتف آيفون 12 هي مشكلة الشحن، حيث اعتمدت آبل على تقنية (Magsafe) الجديدة للشحن اللاسلكي، وقد واجه المستخدمون بسببها الكثير من المشاكل، بالإضافة إلى عدم توافق محولات الطاقة الخاصة بهواتف آيفون القديمة مع الهواتف الجديدة.
إذا اشتريت (آيفون 12) جديدًا وكنت تقوم بالترقية من هاتف (iPhone XS Max) – وهو هاتف عمره عامان فقط – فلن تتمكن من استخدام محول الطاقة الخاص به مع الكابل الجديد المضمّن في علبة هاتف آيفون 12.
حيث تأتي سلسلة iPhone XS مع محول للطاقة يحتوي على كابل (USB إلى Lightning)، بينما الكابل الجديد المضمن في علبة هاتف آيفون 12 هو (USB-C إلى Lightning). وهذا يعني أن الكابل الموجود في العلبة لن يكون مفيدًا لك، وعليك شراء محول جديد للحصول على سرعات الشحن القصوى لهاتفك الذكي الجديد.
يجب أن تكون سامسونج قادرة على تجنب هذه المشكلة؛ لأنها كانت تستخدم تقنية شحن مماثلة خلال السنوات القليلة الماضية، وتستخدم معظم الشركات المصنعة لهواتف أندرويد الآن منفذ (USB-C) افتراضيًا.
3- لماذا يجب أن ندفع المزيد مقابل شراء شاحن جديد؟
السؤال الذي طرحه الجميع على آبل ولم تقدم له جوابًا حتى الآن؛ هو: لماذا يجب أن ندفع المزيد مقابل شراء شاحن جديد؟ على الرغم من أن قيمة الشاحن مضمنة في سعر التجزئة الموصى به لجميع الهواتف الذكية.
وقد كان هذا سببًا لاتهام آبل بأنها اتخذت هذه الخطوة لزيادة أرباحها وليس لحماية البيئة كما تقول. كما أنها تبيع محول الطاقة الذي يعمل بقدرة 20 واطًا في متجرها بسعر 19 دولارًا.
يمكن أن تتعلم سامسونج من هذا وتقدم للعملاء شاحنًا مجانيًا، ولكن ليس بالضرورة أن يتم تضمينه في علبة الهاتف افتراضيًا. قد يتطلب الأمر بعض التخطيط الإضافي، ولكن لماذا لا يتم تضمين قسيمة في العلبة تتيح للمستخدم الحصول على شاحن مجاني من بائع التجزئة؟
يمكن لشركة سامسونج بعد ذلك أن توضح أنها لم تضمن الشاحن بشكل افتراضي حتى تتمكن من تقليل النفايات الإلكترونية، ولكن إذا كنت بحاجة إلى واحد بشكل منفصل، فستتمكن من المطالبة بواحد مجانًا من خلال أقرب متجر سامسونج. وبهذه الطريقة، لن تقوم سامسونج بتحصيل رسوم إضافية مقابل الشاحن وستتجنب المشكلة الرئيسية المتمثلة في تضمين الشاحن في علبة الهاتف افتراضيًا.
وقد قامت سامسونج بخطوة مشابهة خلال هذا العام، عندما وفّرت سماعات AKG مجانًا لمن طلبها عندما أطلقت هواتف (Galaxy Note 20) بغير سماعات AKG في الولايات المتحدة.