أجرت دراسة نُشرت في مجلة International Journal of Human Computer Studies بحثًا حول استخدام الطلاب لروبوتات الدردشة الذكية كوسيلة للدعم العاطفي في ظل ارتفاع مستويات الشعور بالوحدة.
وأشار البحث إلى أن بعض الطلاب يلجأون لهذه الروبوتات لإجراء محادثات تبدو شبيهة بالمحادثات الودية، بهدف مواجهة العزلة ونقص الدعم الاجتماعي.
أُجري البحث على عينة مكونة من 1,599 طالباً من 15 مدرسة دنماركية باستخدام أساليب بحثية كمية ونوعية.
وكان الهدف من الدراسة هو فهم الأسباب التي تدفع المراهقين إلى التحدث مع روبوتات الدردشة، وتحديد مدى انتشار هذه الظاهرة والعلاقة بينها وبين انخفاض الدعم الاجتماعي وارتفاع الشعور بالوحدة.
- أظهرت النتائج أن 14.6% من الطلاب أفادوا بإجراء محادثات شبيهة بالصداقة مع روبوتات الدردشة، على الرغم من أن غالبية هذه التفاعلات كانت لأغراض وظيفية.
- وفي المقابل، أشار 2.4% فقط إلى قيامهم بمحادثات عاطفية أو اجتماعية مع هذه الروبوتات.
وتشير هذه النتائج إلى أن استخدام روبوتات الدردشة للدعم العاطفي محدود حالياً، كما يصعب التنبؤ بتطوره مستقبلاً استناداً إلى البيانات المتوفرة.
كما بيّن البحث أن الطلاب الذين يجرون محادثات عاطفية مع الروبوتات يظهرون مستويات مرتفعة من الشعور بالوحدة ويتلقون دعمًا اجتماعيًا أقل من زملائهم.
في حالات الشعور بالغضب أو الحزن أو العزلة، يلجأ هؤلاء الطلاب إلى روبوتات الدردشة للتعبير عن مشاعرهم واستخدامها كآلية للتأقلم مع حالتهم النفسية.
ذو صلة > ميتا تدمج روبوت الدردشة «Meta AI» في تطبيق انستقرام
وقد أثار ذلك تساؤلات حول تأثير هذا الاتجاه على الصحة النفسية للطلاب، إذ لم يتضح بعد ما إذا كانت روبوتات الدردشة سببًا في زيادة الشعور بالوحدة أم أنها مجرد أداة يلجأ إليها الطلاب في أوقات ضعف الدعم الاجتماعي.
وأكد الباحثون على وجود بعض القيود في الدراسة، مثل التحامل الناجم عن تبعية المشاركة الذاتية وعدم وجود تعريف دقيق لمفهوم “المحادثة الودية” مع الروبوتات.
ودعا الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات لاكتشاف الأسباب الكامنة وراء استخدام الطلاب لهذه التقنية وتأثيرها المحتمل على صحتهم النفسية والاجتماعية.
بواسطة