لا أحتاج لأن أقول لك أن هناك أزمة كارثية تحل بسوق الهاردوير. لا تقل لي أنني لم أتناول هذا الأمر ولا مرة منذ بداية هذه الكارثة أنا وزملائي! لكن لا تقلق، كما أحب أن أقول دائماً، “أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي من الأصل.”. اليوم، أريد أن أطلعك عن المشاكل التي نراها في سوق قطع الكمبيوتر، خصوصاً وأن كارثة نقص القطع زادت بشكل كبير في الأونة الأخيرة بشكلٍ واضحٍ وصريح، ومع الأسف، أنا لست سعيداً بأي شكل من الأشكال.
لست سعيداً لأنني أعلم المعضلة التي يعيشها عشاق الهاردوير في الوقت الحالي، وأنا منهم. كنت سعيداً في البداية عندما علمت أن سعر بطاقة RTX 3070 ستأتي بسعر 500 دولار أمريكي، لكنني لم أتوقع أنها ستباع في البداية بسعر الـ 820 دولار أمريكي في الأسواق الأمريكية، ولم أكن سعيداً عندما علمت أن سعرها صار يقترب من علامة الـ 16 ألف جنيهاً مصرياً في بعض المتاجر داخل الجمهورية، مع العلم أن متجر عرب هاردوير نفسه كان يوفرها بسعرٍ أرخص بكثير، لكن كما نعلم، الكمية التي تصل إلى جميع المتاجر في العالم ليست بكافية في الأصل.
إلى أين وصل الحال مع البطاقات الرسومية؟
الآن صار الوضع أسوأ. بطاقة RTX 3070 تلك صارت بـ 1200 دولار أمريكي في السوق بسبب هؤلاء الذين يشترون قطع الكمبيوتر بسعرها الأصلي ويقومون بإعادة بيعها على المواقع بسعرٍ أعلى بكثير. بطاقة Radeon RX 6800 صارت أيضاً بنفس السعر وأعلى، مما يشير إلى إرتفاع الأسعار بشكلٍ أكبر نظراً لندرة البطاقة نفسها.
ينطبق الأمر على السوق المصري أيضاً. كنت أبحث على بعض “الجروبات” على فيس بوك من باب البحث والعلم بالشيء، فرأيت سعر بطاقة RTX 3080 الذي يتم تداولها به يتراوح بين 28 إلى 30 ألف جنيهاً. العام الماضي كان يمكنني الحصول على بطاقة RTX 2080 مع قطع متوافقة بهذا الثمن لكي أملك تجميعة متكاملة، لكن الآن؟ لا أظن أنه يمكنني التفكير في تجميع جهاز كمبيوتر بهذا الشكل.
المشكلة الأخرى أن سعر البطاقات المنفردة في مصر والدول العربية صعب توقعه. معظم المتاجر العربية تقوم ببيع البطاقة داخل تجميعة فقط، ونادراً ما تجد البطاقة منفردة بذاتها. الأسعار التي تناولتها بالجنيه المصري في الأعلى هي أسعار “الشارع” كما يمكنني تسميتها، لكن من الواضح أن هذا الشارع يفتقد إلى أي نظام مروري للأمانة.
حالة الكونسول تختلف عن حالة قطع الكمبيوتر بشكلٍ واضح!
عند النظر إلى أجهزة الـ Xbox Series X والـ PlayStation 5 في الخارج، سنجد أن هذه الأجهزة يتم إعادة بيعها بربحٍ يصل إلى 66% مقارنةً بسعرها الأصلي، وهذه الأرقام نتمنى حتى لو كانت ما نراه مع البطاقات الرسومية. أقصى سعر رأيناه في الأسبوع الماضي بالأسواق الخارجية لهذه المنصات كان 833 دولار أمريكي، وهذا بعد أن وصل سعره إلى 1024 دولار أمريكي.
بعد أن قررت الذهاب إلى أشهر مول مختص ببيع أجهزة الكونسول في منطقتي السكنية بالقاهرة حتى أبحث عن أسعار أجهزة الكونسول، لم أجد إلا أجهزة PlayStation 5 بنسخة الأقراص وجهاز Xbox Series X. جهاز Microsoft يأتي بسعرٍ يبدأ من 13000 جنيه مصري، وهو سعرٌ معقول لأن المنصة ليست بالأشهر داخل الجمهورية، لكن ما صدمني هو سعر جهاز PlayStation 5 الذي يأتي بسعر يبدأ من 15750 ألف جنيهاً، وهذا أرخص من سعر الوكيل نفسه.
ليس هذا فقط، بل حتى أداة التحكم أرخص بفارقٍ يصل إلى 500 جنيهاً مصرياً، وهذا لأن الوكيل يقوم ببيع الأداة بسعر 2000 جنيهاً بينما نراها في المحلات بسعر 1500 جنيه مصري فقط.
ما رأيناه مع قطع الكمبيوتر الجديدة لم يكن الأفضل أيضاً!
المثير للجدل هو أننا نجد بطاقة RTX 3060 في الخارج بسعرٍ قد يصل إلى 800 دولار أمريكي، مع العلم أن سعر هذه البطاقة هو 330 دولار أمريكي فقط لا غير. البطاقة لم أراها حتى الآن في المتاجر المصرية بشكل منفرد، ولا أظن أنني سأراها منفردة بأي شكل من الأشكال إلا في متجر عرب هاردوير وبعض المتاجر التي يمكن عدها على أصابع يداي.
لا أمدح في متجر عرب هاردوير من باب إنتمائي للمنصة، لكن هذه هي الحقيقة. يمكنك سؤال كل من قام بحجز بطاقات RTX 3070 وRTX 3080 عندما أطلقنا الطلب المسبق، ولم يحتاجوا إلى القيام بتجميع جهازٍ كامل من أجل سلعة واحدة. من الرائع أن أرى أن هناك بعض المتاجر أيضاً التي لا تبحث عن الحصول على المال بهذا الأسلوب كما نفعل نحن أيضاً، ومن الجيد أنها متاجر كبيرة معتمدة في الجمهورية.
الإحصائيات التي نراها في الخارج أيضاً تشير إلى أن عملية الـ “Scalping” قد تطول فترتها معنا. في سبعة أيامٍ فقط، تم إعادة بيع 83 بطاقة من بطاقات Radeon RX 6800 و141 بطاقة من بطاقات RTX 3060 Ti، مع العلم أن البطاقات الرسومية المصممة لأجهزة الكمبيوتر من فئة سطح المكتب لا يتم بيع وحداتٍ منها بعدد يتخطى الألف في الأسبوع الواحد على منصة واحدة، وهذا يعني أن عملية إعادة البيع الكارثية تلك لن تتوقف لفترةٍ طويلة.
الضرائب التي تم فرضها أيضاً على هذه البطاقات لا تساعد، والتي رأيناها من طرف الحكومة الأمريكية بشكل مبدأي مما فرض على إعادة تسعير البطاقات بنسبة تصل إلى 10% كزيادة من سعرها الأساسي. شركات مثل MSI وASUS قامت برفع تسعيرة البطاقات الرسومية الخاصة بها، ورواد قطع الكمبيوتر ليسوا سعداء لأن الأسعار التي إرتفعت كانت أعلى من الـ 10% تلك نظراً لحدوث مشاكل في النقل وما إلى ذلك، مما يؤدي إلى نقص البطاقات التي يتم تصنيعها ويفرض على الشركة رفع السعر لتعويض الخسارة.
لن أتكلم أيضاً عن قصة التعدين لأننا قمنا بالحديث عن هذا الأمر من قبل بالطبع، لكن يجب أن تعلم أن التعدين لن يقف. الخاسر الأكبر في هذه الحالة هو من يريد الحصول على بطاقة من بطاقات NVIDIA التي تعطي أداءً مرتفعاً للغاية مع عملية التعدين والتي صارت أقوى البطاقات التي تم إصدارها من ناحية أداء الألعاب والتعدين، وهذا جعل عيون المعدنين تلمع بعلامات الدولار كما ترى “مستر سلطع” في “سبونج بوب”.
رواد AMD لا يمكنني أن أحسدهم أيضاً، وهذا لأن AMD تعاني من فقر في تصنيع البطاقات أكثر من NVIDIA، مع العلم أن بطاقات AMD Radeon RX 6000 الجديدة لا تعطي نفس الأداء مع التعدين، لكن نقص البطاقات يجعل الثنائي متساوي في مشكلة النقص بشكل عام ولا أحسد أحداً على ما هو فيه.
يظل سؤال عرب هاردوير حاضراً. متى ستنتهي الكارثة؟
متى سيستطيع ثنائي البطاقات الرسومية إنتاج بطاقاتٍ أكثر من الفتات الذي نراه في الأسواق لكي يرضوا رواد أجهزة الكمبيوتر من فئة سطح المكتب؟ متى ستتوقف AMD عن وعدنا وجعلنا نكتب أخباراً كل فترة عن أنها ستقوم بتصنيع معالجات رسومية أكثر وأكثر مع مرور الوقت ولا نراها؟
على الأقل NVIDIA كانت صريحة منذ البداية وقالت أن شهر أبريل قد يشهد عملية تصنيع أوسع ولم تأتي بوعودٍ تعلم أنها قد لا توفيها، أعني….حتى الآن لأننا في نهاية شهر مارس ولا زلنا ننتظر ثمار البطاقات الرسومية. نراكم في أبريل لنرى إن كانت NVIDIA على حقٍ أم لا!
The post إلى أين وصلت كارثة نقص البطاقات الرسومية قبل مطلع الربع الجديد؟ appeared first on عرب هاردوير.